حماس ردت علي استشهاد «مهندس الصواريخ» بإطلاق المزيد من «جراد»
بعد ساعات قليلة من استشهاد المهندس «أمير المنسي» - قائد فرق الصواريخ في كتائب القسّام - ردت «حماس» الرسالة إلي إسرائيل بإطلاق أربعة صواريخ إلي مدن الجنوب الإسرائيلي ومن بينها مدينة «بئر سبع»، وكانت الصواريخ الأربعة من نوع «جراد» الذي تخصص الشهيد «المنسي» في إقامة منصاتها وإطلاقها، لكن حادثة استشهاده جاءت - وفقًا لما نقلته التايمز البريطانية عن مصادر عسكرية إسرائيلية - بينما كان يشرف علي قصف بالهاون علي القوات الإسرائيلية،
فرصدته مروحية إسرائيلية واستهدفته بقذيفة أدت إلي استشهاده علي الفور، وجاء الرد الصاروخي السريع من المقاومة الفلسطينية من أجل إثبات أن القدرة الصاروخية للحركة لم تتأثر بما أعلنه القادة العسكريون الإسرائيليون بما وصف «بإنجاز» اغتيال المنسي وتدمير مخزن سلاح فلسطيني في «بيت لاهيا»، يذكر أن «أمير المنسي» هو نجل وزير الاتصالات في حكومة حماس «يوسف المنسي».
من ناحية أخري، تحدثت مصادر دبلوماسية وصحفية عن «مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس من خلال القاهرة»، وربطت بين تلك المفاوضات ووجود وفد من حماس في العاصمة المصرية يضم «جمال أبوهاشم وأيمن طه وصلاح البردويل وعماد العلمي»، وذلك بالتزامن مع وصول مرتقب لعاموس جلعاد المستشار السياسي لوزارة الدفاع الإسرائيلية، وتحدثت تلك المصادر عن تفاوض «بالطريقة الصعبة»، أي من خلال أن يتم التفاوض تحت ضغط القصف الإسرائيلي المكثف من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب للطرف الإسرائيلي.
وزاد من تعثر المبادرة المصرية - الفرنسية، التي لم يعلن أي طرف قبولها حتي الآن، باستثناء الرئيس الفلسطيني «محمود عباس أبومازن» الذي يعاني انهيار شعبيته، ما نقلته صحيفة «النهار» اللبنانية عن مسئولين في حركة حماس، قالوا إن لديهم «تحفظات واستفسارات تتعلق أساسًا بشروط وقف النار وانسحاب القوات البرية الإسرائيلية من غزة وفتح المعابر، وكذلك الترتيبات التي تتحدث عنها المبادرة قبل التوصل إلي «هدنة دائمة»، خصوصاً ما يتعلق بالشروط الإسرائيلية لجهة فرض رقابة صارمة علي الحدود مع مصر لمنع وصول أي إمدادات حربية لفصائل المقاومة في غزة وهو ما تعتبره «حماس» وباقي الفصائل المتحالفة معها «خنقًا للمقاومة» ومحاولة من إسرائيل لفرض «شروط استسلام وهزيمة» لم تتمكن من تحقيقها عسكرياً علي الأرض».
ومع قرب انتصاف الأسبوع الثالث من الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة، فإن تفسيرات جديدة بدأت تظهر لما تم تسميته «بطء تطوير الهجوم البري الإسرائيلي»، وتعتمد تلك التفسيرات علي نواحٍ دبلوماسية وتفاوضية وليست عسكرية فقط، إذ تعتبر أن تأخر بدء المرحلة الثالثة من الهجوم الإسرائيلي، ألا وهي «اقتحام الأماكن المزدحمة سكانيًا ومدن غزة من أجل القضاء علي حركة حماس وفصائل المقاومة»، يعود إلي انتظار نتائج المحادثات بين الحكومة المصرية ووفد حركة حماس، علي أمل أن تحقق تلك المحادثات النتائج التي لم تستطع إسرائيل تحقيقها حتي الآن، أو في أفضل الظروف - بالنسبة لإسرائيل - أن تتحقق أهدافها دون أن تضطر لبذل تكلفة كبيرة في أرواح جنودها في حال اقتحمت قلب مدن غزة واشتبكت علي الأرض من شارع لشارع ومن بيت لبيت. غير أن إشكالية جديدة بدأ المراقبون الإسرائيليون في النقاش حولها، هي أن أي حل قد تتوصل له المفاوضات أو المحادثات سواء بوساطة مصرية أو تركية أو بشكل مباشر، ستعني في الواقع تثبيتًا «رسميًا» لسلطة وسيطرة حماس علي قطاع غزة، إذ إن أي اتفاق ستصبح فيه الحركة جزءًا من ترتيبات الوضع الجديد، بل وطرفًا في تنفيذ الاتفاق والإشراف علي استمراريته، وهو ما تعتبره أطراف إسرائيلية نجاحًا كبيرًا لحماس وتكريسًا دوليًا لوضعها في حالة إتمام اتفاق معها، إذ نقلت ابتهاج زبيدات مراسلة صحيفة «العرب اليوم الأردنية» في «الناصرة» عن «يوفال شتاينتس» وهو قائد بارز في حزب الليكود المعارض قوله: هل كان هدف إسرائيل من الخروج إلي هذه الحرب هو تتويج حماس حاكمة في قطاع غزة؟