أين مجانينكم يا عرب؟

أين مجانينكم يا عرب؟!

[14:44مكة المكرمة ] [13/01/2009]

بقلم: عادل زعرب





عادل زعرب

إن ما صدر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب لحد الآن بشأن عدوان الكيان الصهيوني على قطاع غزة أقل ما نصفه بالـ"هزيل"، وأن دعوة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى إحالة القضية على مجلس الأمن تعني أن الدول العربية رفعت يدها عن القضية الفلسطينية برمتها وتركت غزة وحدها في الميدان أمام آلة الحرب الصهيونية.



وأن الاجتماع الوزاري المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة لم يشر إلى الحصار المفروض على غزة، وطالب المسئولين العرب باتخاذ خطوات عملية للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه، مشيرًا إلى أن الموقف العربي المذكور يعطي "الفرصة للكيان الصهيوني من أجل الإجهاز على ما تبقى من غزة".



إن ما جاء في الكلمات الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب "أضعف من البيانات التي صدرت عن الاتحاد الأوروبي"، وإن "إحالة ملف الحرب على قطاع غزة إلى مجلس الأمن يعني إخلاء العرب مسئوليتهم مما يجري في قطاع غزة وتركها للذبح الصهيوني".



لقد استفاد الصهاينة من ضياع الدور العربي وضعف الموقف العربي، وإن "ما نشهده الآن في غزة يساهم فيه الصراع الداخلي بشأن الانتخابات الصهيونية القادمة، ولو كانت هناك أهداف إقليمية أخرى سهلة للكيان الصهيوني ولو كان الموقف الدولي مشجعًا لوجهت النيران حولها".



ولا زالت إمكانية عقد قمة عربية تراوح مكانها وأصبحت في مهب الريح وينعقد مجلس وزراء الخارجية العرب لبحث العدوان الصهيوني على غزة وسبل العمل على وقفه، ودراسة إمكانية عقد قمة عربية طارئة؛ في حين عقد وزراء خارجية بلدان اتحاد المغرب العربي الخمسة مؤخرًا اجتماعًا تشاوريًّا في العاصمة الليبية طرابلس، واتفقوا على ضرورة وقف العدوان الصهيوني على غزة ودعم سكان القطاع بكل الوسائل.



وبدا الدور المصري أكثر تواطؤًا؛ لأن هناك تحفظًا مصريًّا واضحًا على عقد القمة، وأن المتوقع من الاجتماع الوزاري حتى الآن هو إقرار حل وسط قد يكون في الغالب تشكيل وفد وزاري عربي يعرض على مجلس الأمن قضية العدوان الصهيوني على غزة.



أما القمة الخليجية التي اختتمت أعمالها مؤخرًا في العاصمة العمانية مسقط؛ فإنها دعت فقط المجتمع الدولي إلى التحرك من أجل وقف الغارات الصهيونية على قطاع غزة، ومع استمرار الكيان الصهيوني في ضرب القطاع اكتفى المشاركون بالحرج؛ في محاولة من قادة للتهرّب من انعقادها.



وفي المقابل اكتفى بعض العرب بإطلاق النار هنا وهناك، مع إطلاق مجموعة من الطلقات على الحدود اللبنانية تارة ومع الحدود السورية تارة أخرى ومع الحدود الأردنية، كما أن هذه المحاولات الخجولة لفتح جبهات أخرى لا تكفي وحدها، وإننا نتساءل هنا: أعجزت أرحام العرب عن إنجاب مجانين أم ماتت الضمائر؟!



أنسينا كلما ارتكبت دولة الكيان الصهيوني مجزرةً كما حدث في ريشون نتسيون وغيرها قالت إنه مجنون فأين مجانينكم يا عرب؟ لماذا تتفرجون على غزة وهي تذبح صباح مساء؟ أما بقيت ذرة من ضمير عربي يعمل على فتح جبهات أخرى؟!



--------

* صحفي وكاتب فلسطيني من قطاع غزة- journadel@hotmail.com

جزاك الله خير