كان رسول الله من أحسن الناس خلقا . فأرسلني يوما لحاجة . فقلت : والله ! لا أذهب . وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله فخرجت حتى أمر على صبيان وهم يلعبون في السوق . فإذا رسول الله قد قبض بقفاي من ورائي . قال فنظرت إليه وهو يضحك . فقال : "يا أنيس ! أذهبت حيث أمرتك ؟ " قال قلت : نعم . أنا أذهب ، يا رسول الله !
أن رجلا جاء إلى النبي يوم الجمعة وهو يخطب بالمدينة ، فقال : قحط المطر ، فاستسق ربك . فنظر إلى السماء وما نرى من سحاب ، فاستسقى ، فنشأ السحاب بعضه إلى بعض ، ثم مطروا حتى سالت مثاعب المدينة ، فما زالت إلى الجمعة المقبلة ما تقلع ، ثم قام ذلك الرجل أو غيره ، والنبي يخطب ، فقال : غرقنا ، فادع ربك يحبسها عنا ، فضحك ثم قال : (اللهم حوالينا ولا علينا) . مرتين أو ثلاثا ، فجعل السحاب يتصدع عن المدينة يمينا وشمالا ، يمطر ما حوالينا ولا يمطر منها شيء ، يريهم الله كرامة نبيه وإجابة دعوته
دخل رسول الله على ابنة ملحان فاتكأ عندها ، ثم ضحك ، فقالت : لم تضحك يا رسول الله ، فقال : (أناس من أمتي يركبون البحر الأخضر في سبيل الله ، مثلهم مثل الملوك على الأسرة) . فقالت : يا رسول الله ، ادع الله أن يجعلني منهم . قال : (اللهم اجعلها منهم) . ثم عاد فضحك ، فقالت له مثل ، أو مم ذلك ؟ فقال لها مثل ذلك ، فقالت : ادع الله أن يجعلني منهم . قال : (أنت من الأولين ، ولست من الآخرين) . قال : قال أنس : فتزوجت عبادة بن الصامت ، فركبت البحر مع بنت قرظة ، فلما قفلت ، ركبت دابتها ، فوقصت بها ، فسقطت عنها فماتت.