تدنيس القرآن
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستفغره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله
((يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون)) [ال عمران : 3] (( يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تسائلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا)) [النساء : 4] (( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) [الاحزاب : 33]
اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
عباد الله ان القران الكريم خير كتاب انزل عل اشرف رسول الى خير امة اخرجت للناس بافضل الشرائع واسمحها واكملها. انزله الله تعالى ليكون دستورا للامة وهداية للخلق وليكون اية على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وبرهانا ساطعا علىنبوته ورسالته وحجة قاطعة قائمة الى يوم الدين
بسم الله الرحمن الرحيم (( الر كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير* الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير* وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير* الى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير* الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون انه عليم بذات الصدور )) [هود :1 :5]
ولقد سمى الله القران باسماء عديدة تدل على رفعة شانه وعلو مكانته وعلى انه اشرف كتاب سماوي على الاطلاق. فهو القران والفرقان والذكر والكتاب. كما وصفه الله تعالى باوصاف جليلة عديدة فهو النور والهدى والرحمة والشفاء والموعظة الى غير ذلك من الاوصاف التي تشيد بعظمته وقدسيته.
قال تعالى (( يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين * قل بفضل وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)) [يونس :57 :58]
قال ابن عباس فضل الله هو الاسلام ورحمته هو القران
ولقد تكفل الله بحفظ هذا الكتاب من التحريف والتغيير والتبديل فلا ياتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه . قال جل في علاه (( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)) [الحجر : 9]
قال المفسرون انا نحن نزلنا الذكر اي نزلنا القران . وانا له لحافظون اي حافظون له من ان يزاد فيه او ينقص منه . قال قتادة وثابت البناني اي حفظه الله من ان تزيد فيه الشياطين -اي شياطين الانس وشياطين الجان – ان تزيد فيه باطلا او تنقص حقا . فتولى سبحانه حفظه فلم يزل محفوظا وقال في غيره من الكتب (( بما استحفظوا)) فوكل حفظ تلك الكتب اليهم فبدلوا وغيروا وحرفوا
قال يحي ابن اكثم كان للمامون وهو امير اذ ذاك مجلس نظر – اي مجلس مناظرات- فدخل في جملة الناس رجل يهودي حسن الثوب حسن الوجه طيب الريح قال فتكلم فاحسن العبارة . قال فلما انفض المجلس دعاه الماموت فقال له اسرائيلي انت –يعني يهودي- قال نعم . قال له اسلم حتى افعل بك واصنع لك ووعده المامون خيرا ان اسلم . فقال اليهودي بل ديني ودين اباءي . ثم انصرف. قال فلما كان بعد سنة جاءنا اليهودي مسلما . قال فتكلم في الفقه والحديث فاحسن الكلام فلما انفض المجلس . دعاه المامون وقال له الست صاحبنا بالامس . قال بلى . قال فما سبب اسلامك. اسمع وقل الله اكبر . قال اليهودي انصرفت من مجلسك في ذاك اليوم فاحببت ان امتحن هذه الاديان وانا احسن الخط – يعني اجيد الكتابة- فعمدت الى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت منها وادخلتها الكنيسة فاشتريت مني ولم يكلفوا انفسهم ان يقراوها او يراجعوها ثم عمدت الى الانجيل فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها وانقصت منها وادخلتها البيعة –معابد اليهود- فاشتريت مني ولم يقراوها او يراجعوها ثم عمدت الى القران فكتبت ثلاث نسخ وادخلتها الى الوراقين قالوا لا نقبلها حتى نقراها ونراجعها فاكتشفوا اهخطاءها واكتشفوا الزيادة والنقصان فقاموا واحرقوها وكادوا يقتلونني فعلمت ان هذا كتاب محفوظ من الله فكان هذا سبب اسلامي . قال يحي بن اكثم فلقيت سفيان بن عيينة فذكرت له الخبر فقال لي مصداق هذا في كتاب الله عز وجل قلت في اي موضع قال في قوله تبارك وتعالى عن اليهود والنصارى (( بما استحفظوا في كتاب الله)) [المائدة : 5] فجعل حفظ والتوراة والانجيل اليهم فضيعوهما وبدلوهما وحرفوهما وقال عن القران (( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون)) فتكفل الله وتهد بحفظه فلم يستطع احد ان يغير فيه او يبدل ، وكلما حاول اعداء الله ان يكيدوا لهذا القران بالتحريف او التبديل فضحهم الله وبين كيدهم ومكرهم وهذا الذي اغاظهم وجعلهم يتطاولون على قراءننا حقدا وحسدا وغيظا
ووالله ان ما نقلته وسائل اعلامهم عن تطاولهم على القران بالتدنيس والتنجيس لجانب من حفظ الله لكتابه. ففضحوا بعضهم بعضا واظهر الله وكشف جريمتهم وان انتقامه منهم لقريب ومهما فعلوا سيظل قراننا قويا وحجة على المكذبين المعاندين وسيظل صامدا امام حقدهم ومؤامراتهم واسمع معي