أبطال الفلوجة
بسم الله الرحمن الرحيم
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستفغره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله
((يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون)) (( يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تسائلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا)) (( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ))
اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
معاشر الاحبة ارسل الله الرسل وانزل الكتب وانقسم الناس الى قسمين مؤمن وكافر فريق حق وفريق باطل ومن سنن الله التي لا تتغير ولا تتبدل سنة الابتلاء وسنة الصراع .ابتلاء للمؤمنين في كل مكان حتى يرفع الله من درجاتهم وليبتلي ما في صدورهم وليمحص ما في قلوبهم (( ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )) ولقد مضت سنة البلاء على الاولين (( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين)) فلا بد من الابتلاء ولن تمكن امة الاسلام حتى تبتلى كما جاء في الحديث عند مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ((ان الله امرني ان اعلمكم مما علمني اياه . اني خلقت عبادي حنفاء .. الشياطين ثم قال في سياق الحديث ولقد بعثتك لابتليك وابتليهم )) فسنة الابتلاء ماضية حتى يرث الله الارض ومن عليها
ومن السنن سنن الصراع بين الحق والباطل منذ ان انقسم الناس الى قسمين فريق حق وفريق باطل بدأ الصراع والصراع دائم مستمر الى ان يرث الله الارض ومن عليها
بدأت المواجهات بين حزب الله وحزب الشيطان حزب حق وحزب باطل وها هي الفلوجة اليوم تسطر صورا من صور المواجهة. مواجهة بين الحق والباطل كما سطر التاريخ من مثل تلك الصور الشيء الكثير ها هو الكفر يتزعمهم الصليب ومن خلفه ابناء القردة والخنازير وملل الكفر بكل انواعها ومللها ومحلها تنعش احزابها محافظة الفلوجة من كل الجهات برا وبحرا وجوا . ((يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) فما المطلوب منا في مثل هذه الظروف وفي مثل هذه الاحوال اقول اقراوا التاريخ فان في التاريخ عبر ولى قوم وليعيشوا الخبر حتى نلتقي في مثل هذه الظروف لا بد من اظهار عدة المؤمنين المستمدة من قوله جل وعلا (( ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين ، ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين امنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين امنوا ويمحق الكافرين ))
منذ قرون مضت وحين بدأ نور الاسلام بدات المؤمرات وبدات الدسائس تحاك على الاسلام يوما بعد يوم . والله ما تعرض دين لمثل تلك الدسائس التي تعرض لها الاسلام ، سنوات بل قل قرون طوال وهم يمكرون للاسلام واهله . لو لم يكن الاسلام دين حق لما استطاع ان يقاوم تلك الدسائس ومكر الليل والنهار
امتنا قوية بدليل انهم يهاجمونها من كل الجهات ولو لم تكن قوية لما دعوا احزابهم وجمعوا جموعهم تعيقهم صحوة الشباب في كل مكان التي بدأت ظاهرة جلية تعلن عودة الشباب الى دينهم وتمسكهم بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
منذ قرون مضت لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وبدأت شوكة الاسلام تقوى وبدأ الاسلام يضرب اطنابه يمنة ويسرى وبدأ الاتباع يزيدون كما الصحوة اليوم في ازدياد .ابشركم المصلون في صلاة الفجر في ازدياد اكتمل صفنا الثاني بعد ان كنا لا نصلي الا صفا واحدا والصف الثالث ايضا في ازدياد يوما بعد يوم. عدد الاطفال الذين يصلون معنا فقط 50 . 50 من الاطفال بداوا يلتزمون بصلاة الفجر ومن خلفهم اباء وامهات . امتنا بخير امتنا معطائه تحييها مثل هذه الظروف تمحص من صميمها في مثل هذه الظروف (( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما هم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم ))
بدا الاسلام يخرج من المدينة بقوة وبدات المؤمرات من المنافقين والمشركين واحفاد القردة والخنازير الذين يتزعمون موائد المفاوضات والاستسلام. خرجت اليهود من خيبر الى مكة تحرض مكة على حصار المدينة ووعدوهم على ان يكون الامر بينهم سواء ، على ان تقتسم غنائم المسلمين وتسبى نسائهم وتصادر اموالهم . فجاءت مكة بوثنيتها التي تحمل الحقد على الاسلام والمسلمين وخرجت اليهود التي تحمل الحسد والمكر على الاسلام والمسلمين وبدأ منافقوا الداخل يؤلبوا هذا ويضعفوا ذاك والتف حول المدينة 10 الالاف لم تلتف من قبلها على مدينة من المدن . صور الله ذلك الموقف تصويرا عجيبا (( ان جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون )) ظن المنافقين وليس بظن المؤمنين حين راوا ذلك قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايمانا وتسليما. انها سنة الصراع التي لا تتغير ولا تتبدل (( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين ))
نعم بارك الله فيك اجتثت قريش واليهود والوثنية بكل انواعها حول المدينة حاصروها من كل الجهات واشار سلمان الفارسي رحمه الله ورضي الله عنه وارضاه بحفر الخندق امام تلك الجموع التي لم ترى العرب مثلها قط . وبدا الخوف يدب من كل مكان ولك ان تتصور الحال . خوف وجوع واحوال لا يعلمها الا الله . فكيف كان حال فريق المؤمنين وكيف كانت المؤمرات تحاك من الداخل ومن الخارج وما اشبه الامس باليوم . فماذا صنع الرجال بتلك المواقف؟ اصطفوا حول نبيهم يدا واحدة قيام بالليل وصيام بالنهار وانضباط على الاوامر ترك للمعاصي ترك للمخالفات لان النصر لا يستمد الا من السماء. اظهروا من العزة ما سطره التاريخ وعجزت الصفحات ان تطويها ربعي يدخل في ايوان كسرى وهو مليء بالاثاث الوفير وزارئه من حوله وقادة جيشة يلتفون من حوله فيسألونه وقد دخل بمخرزه ورمحه المثلوم وثيابه المقطعة لكنه تكلم بعزة المؤمن . لماذا اتيتم ، وماذا تريديون؟ اليس الفقر والجوع هو الذي اخرجكم ؟ قال لا. لا الجوع ولا الفقر اخرجنا . خرجنا لان الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة ومن جور الاديان الى عدل الاسلام . فيقول كسراهم ، ما المطلوب منا؟ وماذا تريدون؟ قال اسلم تسلم. لك ما لنا وعليك ما علينا. قال فالثانية. قال الثانية تدفعوا لنا الجزية عن يد وانتم صاغرون . قال ان لم ندفع ؟ قال السيف بيننا وبينكم. اتدري اين يتكلم ومن اين ينطلق بمثل هذا الكلام من ايوان كسرى الذي وعدهم النبي صلى الله عليه وسلم انه سيكون غنيمة لهم.
لما طوق الاحزاب المدينة وبداوا بحفر الخندق استعصت صخرة على المسلمين فاخبروا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فجاء بابي هووامي . جاء واخذ الفاس والمعول من ايديهم فضرب الصخرة مرة واحدة وخرج منها مثل الشرر ومثل النور قال الله اكبر اريت ابواب اليمن فتحت لي قصور اليمن. فضرب الضربة ثانية وكبر الله وقال الله اكبر اريت قصور الشام البيضاء ، الله اكبر في الثالثة فتحت لي قصور العراق وما فيها . اتدري وهو يتكلم بالوضع الذي احاط بالمؤمنين جاؤوهم من فوقهم ومن اسفل منهم وزاغت الابصار وبلغت الخطب الحناجر لكن الثقة بوعد الله جل في علاه (( انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد)) تعلمت الامة معنى العزة في كلالظروف وفي كل الاحوال . امم واحوال هاهو خباب يجلب الى مكة اسير وهو الذي صنع بهم العجب يوم بدر وفي كثير من المواجهات
دخل الى قريش وقد جمعوا نسائهم واطفالهم والبوا عليه من كل مكان ونصبوه على جذع شجرة وقالوا له اتتمنى ان محمدا مكانك وانت بين اهلك . اسمع الحب الصادق لله ولرسوله مهما كانت الظروف ومهما كانت الاحوال. قال والله ما وددت ان محمدا يشاك بشوكة وانا امن مطمئن بين اهلي. قل في الاسلام قل في محمدا واصحابه. ابدا والله ما نطق بكلمة كفر انما طلب منهم الصلاة وصلى لله واسرع في صلاته قائلا لهم حتى لا تظنوا اني اخاف من الموت سلاحه الثقة واليقين والصبر والدعاء . رفع يده الى السماء وقال اللهم انك ترى ما يصنع بنا ، اللهم فبلغ رسولك انا بلغنا الرسالة وادينا الامانة اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا . ثم ردد وقال