مقدمة
جلس يشكو إليّ في ليلة مقمرة من حال ابنه الذي ناهز العشرين عاماً..
قال لي: لست أدري ماذا أفعل معه.. لقد احترت في أمره!..
قلت له: ماذا تقصد؟ هل تشكو من انحراف ابنك بصورة من الصور؟ هل هو لا يصلي؟ هل لا يذاكر جيداً؟ هل يعق والديه؟ .. هل لا يغض بصره؟.. أين المشكلة بالضبط؟
فاجأني وهو يقول ـ بانفعال شديد ـ على العكس من ذلك تماماً يا دكتور.. أنا أشكو أن ابني شديد الالتزام بتعاليم الدين.. كل صغيرة وكبيرة يبحث أهي حلال أم حرام.. يصلي كل الصلوات تقريباً في المسجد.. ويشغل وقته بالقراءة في كتب كبيرة ومراجع ضخمة.. وطوال النهار والليل يتكلم عن فلسطين والعراق والسودان والشيشان.... ونصحته ـ والكلام لمن يشكو لي ـ أن يقلع عن هذه الأمور ويعيش حياة الشباب!! فلا مانع أن تصلي وتصوم لكن أريدك أن تلعب وتلهو مثل بقية شباب الجيل...
انصحني يا دكتور ـ والكلام ما زال لصديقي ـ ماذا أفعل معه؟
أخذت نفساً عميقاً، وقلت له بعد لحظات من التفكير: نصيحتي إليك أن تجلس إلى ابنك وتتعلم منه!!.. فكم من الآباء يحتاجون إلى توجيه.. وكم من الأبناء حوت عقولهم الشابة حكمة ما استطاع آباؤهم أن يحصولها على مدار الأعوام!..
ازداد انفعال صاحبي ولم يفهم ما أقول له.. وقال: يا دكتور، ابني هذا ما زال شاب.. عمره عشرون سنة فقط!!
وتركته وغرقت في أفكاري.. ترى ماذا تعني كلمة الشباب في الإسلام؟
ما هو دور الشباب؟
وماذا يُنتظر من جيل الشباب؟
وإلى أين يسير شباب الأمة اليوم؟
وغير ذلك من الأفكار والأسئلة.. فكان هذا الكتاب!!
التالي ...مشكلات الشباب...